رغم ان القصه دي من اوائل القصص اللي نزلتها في اول المدونه , بس هي حقيقي اخر حاجه كتبتها بالفعل وهي يمكن قصيره شوبه , بس حاولت ان اغير اسلوبي في الكتابه شويه , واتمني اعرف رايكم فيها
يقال إن الحب موعد مع قدر ننتظره لكنه لا يحدد لنا موعد , ويطول انتظارنا له طويلا , فيوجعنا الانتظار , ويهاجمنا صقيع الملل , فما اصعب إن تنتظر شخص تجهله في ميعاد لم يحدد بعد , وفي لحظة سئم تجده يطرق بابك في لهفة ..
لا اعلم لماذا طرقت بابي بعد إن كنت سئمت من الانتظار, هل كانت مثلي تبحث عن الحب عبثا في طرقات الاحلام الضائعة ,ام انها امراة تحترف لعبة الحب وتتقن ادواره ببراعة يصعب معها ان تصدق وساوس حذرك في انها تمثل ..
علي مائدة الانتظاركان الوقت يمر بي ثقيلا مرهقا , لقد الححت عليها ان تحضر , واقسمت انها لن تتخلف لكنها قبل إن تغلق الهاتف تركت بذرة الشك وهي تقول برنة ساخرة اعرفها تماما في صوتها إن لم يحدث شئ خارج ارادتي ..
هي دائما تمارس معي لعبة الاحتمالات , فتحدد مواعيد لن تحضرها , وتحضر دون اي موعد..
تتبدد كسراب حين اكون في امس الاحتياج اليها , ثم تفاجئني بحضور ملبد بالأعذار عندما اكون اعتدت علي رحيلها..
ارقب الباب في لهفة وغضب , افكر في العبارات التي ساقولها ...
فما ان تدخل وتجلس امامي علي الطاولة حتي أثور في وجهها , وانا اقول لها اني سئمت من كل اكاذيبها , وانا لم اعد لعبة تتسلي بها متي ارادت ..
تشرب ايه حضرتك
كوبين من عصير البرتقال
لاحظت دهشته وهو ينظر للمقعد الخالي امامي
مما جعلني اشعر بغبائي وانا اطلب لها عصير البرتقال طلبها المفضل كلما حضرنا الي هنا مما جعلني استدرك ..
احضر فنجان من القهوة الان..
اعيد النظر الي الساعة , باقي علي الموعد ربع ساعة , احساس بالملل يجتاحني , انظر الي الجوال , افتش عن اخر رسائلها ...
"انا احبك حتي الالم , يا من تسكن ملامحك في اوردتي وفي نبضي ,لو حاولت إن انساك يا عمري عبثا فكيف امحوك من قدري "
اجدني ابتسم ابتسامة تفيض بالاعجاب والسخرية .. كم هي بارعة هذه المرأة في عالم الكلمات !!
النادل يضع فنجان القهوة امامي في هدوء وينصرف , ارقب بخار الماء المتصاعد من الفنجان في بلاهة , كان هناك صمت مريب في المكان , وكأن جميع الموجودين قد تأمروا مع الصمت من خلال الهمسات المكتومة الصوت ..
اخذ اول رشفة من القهوة لاحس بمرارة شديدة في حلقي , يبدو إن النادل قد بدوت له من حالتي المزاجية المضطربة اني اريدها بلا سكر , او ربما إن تلك المرارة لا دخل لها بالقهوة ,فهي نابعة من اعماقي ..
دقة الساعة تعلن الثامنة , لقد حان الموعد هي لم تجئ بعد , اشعر بغضب مكتوم في صدري , اعلن في وعيد لنفسي , سانصرف بعد خمس دقائق , ولسوف انساها للابد ..
اشعر بجفاف حلقي , ازدرد قليل من الماء ..
رعشة تسري في جسدي ,احس ببرودة رغم إن الجو في المطعم المكيف دافئ لدرجة الاحساس بالحر..
انتبه لرنة الجوال تنبئني بوصول رسالة , اطالعها في لهفة وعصبية , اصك علي اسناني وانا اقرأها " اعتذر يا حبيبي عن الحضور لظرف طارئ ساحكيه لك عندما اكلمك قريبا "
اشعر بغضب لم اشعر به من قبل في حياتي , وبحركة انفعالية اقوم بانتزاع شريحة الجوال في طريقي للالقاء بها في كوب الماء لانهي اخر شئ يمكن إن يربطني بها ..
فجأة تتوقف يدي في الهواء اذ المحها تدخل من باب المطعم وعلي وجهها ابتسامة طفولية ماكرة ..