الخميس، 24 يوليو 2008

الخوف




بداية قبل تناول هذا الموضوع احب ان اطرح سؤال هل الخوف غريزه يولد بها الانسان , ام انها شئ مكتسب يكتسبه الطفل من خلال رصده ردود افعال الاخرين تجاه الاشياء المختلفه ام انها الاثنين معا ؟

الخوف من الظلام


كل طفل عادة يمر بمرحلة الخوف من الظلام وغالبا ما يتغلب عليها وان كانت بدرجات متفاوته ..

وانا صغير كنت بخاف اوي من الضلمه , كان لما النور يقطع احس وكأن في اشياء بتتحرك في الضلمه وبيجيلي تصور غريب ان الضلمة د بتضغض علي عيني واني مش اقدر اشوف تاني..

يمكن مش فاكر اوي ازاي اتغلبت علي الخوف ده , لكن اتذكر وانا في ابتدائي قريت ان حدقة العين لما تقل الاضاءة اوي بتتسع تدريجيا وانك لو انتظرت بعض الوقت في الظلام اتبتدي الاشياء اللي حواليك تظهرلك بالتدريج , يمكن اكتشافي صدق هذه الحقيقه العلميه خلي الضلمة بتخوفنيش , علي العكس لما النور يقطع بحس براحة وسكينه وهدوء غريب ومفاجئ , اشبه بناس كتير كانوا عاملين دوشه وسكتوا فجأه بدون مقدمات

الخوف من الحشرات



هي يمكن مش خوف بالمعني المعروف للكلمة , لكن اشبه بقرف وقشعريره من نوعيه معينة من الحشرات تولد خوف وهلع شديد , ويجئ عم صرصور علي رأس هذه الحشرات

ربما لا ادعي اني تغلبت علي هلعي تماما من عائلة الصرصورات , لكني بالتاكيد لا اصاب بنفس درجة الهلع التي كانت تصيبني عندما كنت صغيرا

وربما لي قصة مازلت اتذكرها مع عائلة الصراصير عندما كنت صغيرا ساحكيها لكم

كانت ليلة ليلاء واشعة القمر الفضيه تتسلل من نافذة المنزل ...... هو كده انا بحكي فيلم رعب ولا فيلم رومانسي ... سيبكم من الدخل هدي وتخيلوا انتم المشهد..

الحكاية طبعا بدأت مع الصيف وتوالت الافواج السياحيه الصرصوريه الي بيتنا العامر للتصييف طبعا , واتخذوا من المطبخ مكان لنصب الخيام .. وفشلت كل انواع القاذفات من شباشب والجزم في اجلاء المستوطنين الجدد , وتم مناقشة تلك المسأله الخطيره علي مستوي القمة , واخيرا قرر المجلس الحربي اللجوء مضطرين لوسيلة لم يجدوا مفرا من اللجوء اليها , الا وهي الحرب الكيماويه مممممم

وتم وضع الخطه المحكمه واطلاق السلاح البيرسولي واغلاق كل منافذ الهرب من المطبخ ... كانت مجزره بشعه ولا مذبحة محمد علي للمماليك في القلعه ......... رغم ان الخطت كانت تتم بنجاح لكن واضعوا الخطة لم يفطنوا للثغرات الامنيه الموجوده في المطبخ مممممم

يعني من محاسن الصدف ان الاوضه اللي بنام عليها , وانا علي فكره بنام علي الكنبه , بحبش انام علي السراير " غاوي اتعب نفسي من يومي " كانت تلاصق المطبخ تماما , وبدأت الاسراب الطائره والزاحفه تقوم بعملية الهروب الكبيره للنجاه ..

وعلي راي استيفان روستي ..نشنت يا فالح ......... اخذت الاسراب التي تعاني من حالة عدم اتزان وعدم تحديد اتجاهات تتوالي الي الحجره .. وما ادراك بصرصور سكران سكر بين , وكانت دي الليلة الليلاء بجد لاني لم يغمض لي جفن الا مع خيوط الصباح عندما تاكدت ان والدتي تولت عملية نقل الجثث والقضاء علي الجرحي

الخوف من المجهول " اشتاتا اشتوت "


العفاريت او الاشباح هي احد المخاوف التي تلقي رواجا في كل بلاد العالم , فما اكثر القصص او حتي الاساطير التي ترتبط بالاماكن خاصة تلك التي حدثت فيها حوادث داميه

لكن في مثل بيقولك اللي يخاف من العفريت يطلعله , فاحيانا بيكون الخوف نتيجة ايحاء ذاتي او من الاخرين .. ورغم اننا لا يمكنا انكار بعض الظواهر الخارقه والتي ارجعت لقوي خفية سواء كان جن او عفاريت او اشباح وعجز العلم عن تفسيرها لكن اكثر ما يشاع عن هذا العالم مجرد دجل وشعوذه وايحاءات نفسيه

لم تروادني فكرة الخوف من الجن والعفاريت يمكن لان لغاية دلوقتي مشفتش عفريت ممممممم

رغم ان معظم الحواديت اللي كانت بتتحكي لينا واحنا صغيرين كانت امنا الغولة احد الابطال التي يمكن الاستغناء عنهم ولا اعلم حتي الان سر هذا الولع الغريب بانشاء شخصيات مرعبة في الحواديت لتخويف الصغار , هل هي محاولة لازمة ليعرف الصغار وجود الشر في العالم ليحترسوا منه ..هل الكبار يشعروا بمتعه خاصه وهم يرون نظرة الخوف في عيون الصغار واشعارهم انهم بحاجة دائمة لوجودهم معهم من اجل حمايتهم .. ام ان طبيعة الحبكة الدرامية للحدوتة تستلزم ذلك من اجل نشأة الصراع فلكي يعرف الطفل معني الخير يجب ان يدرك وجود الشر

وهناك تيمة شهيره لافلام الرعب في السينما الامريكيه واذكر في كتاب للدكتور احمد خالد توفيق قام فيه بمناقشة هذه التيمه باسلوب ساخر ..

وكلنا نذكر بالتاكيد عم هيتشكوك رائد افلام الرعب وفيلمه الاشهر الطيور حيث تحويل الطيور تلك الكائنات الوديعه لاشياء قاتله تثير الذعر والهلع .. وايضا من الافلام التي اتذكرها فيلم الصرخه والتي تم عمله في اجزاء نظرا للنجاح الساحق التي حظي به ... ناهيك عن افلام الاشباح والمسوخ التي تفننت السينما الهوليوديه في استنباطها وعلي راسها شخصية دراكولا وتيمة مصاص الدماء التي لا افهم لما هذا الولع الغربي المثير للدهشه والاشمئزاز بها

لذة الخوف



ربما البعض يندهش , ما هي اللذه او المتعه التي تنشأ عن الخوف , , فكما ذكرت سنجد اكثر الافلام رواجا افلام الرعب , فما هو الذي يجعل الانسان يدفع ثمن تذكرة فيلم او يحصل علي شريط فيديو لكي يحصل علي جرعه من الرعب ..

واتذكر انا ابن اخي الصغير وهو يطلب ان يشاهد فيلم " العو " ثم يخاف بعد مشاهدة الفيلم ان يدخل الحجرة بمفرده

ايضا تجدون لذة الخوف في مدن الملاهي وهي صناعة قائمة اصلا علي استغلال اللذه او المتعه القائمه علي الخوف والرعب ..

وقد حاول العلماء تفسير هذا الشعور ان المخ عند الخوف والاثاره يطلق ماده خاصه لها مفعول المخدر في خلق حاله من النشوه والسعاده .. وهكذا اصبح الخوف سلعه رائجة يتم استغلالها في ادرار ارباح طائله ..

الخوف الصناعه الاكثر رواجا في عالم السياسه



لتتاكدوا من هذه المقوله .. لنسترجع سويا لما القت امريكا قنبلتي هيروشيما ونجازاكي علي اليابان رغم ان العديد من المحللين العسكرين كانوا يرون ان استسلام اليابان كان مسألة وقت , السبب كان ببساطة ارسال رساله ارهاب وتخويف للعالم واظهار الولايات المتحده الامريكيه كقوة لا تفهر ... ثم كان امتلاك الاتحاد السوفيتي للسلاح النووي سبب في ظهور مصطلح توازن الرعب النووي فكان اشبه بتحييد لقدرات هذا السلاح المدمر , واليست صناعة الاسلحه في مجملها قائمه علي استغلال رعب وخوف الدول ..

ثم نجد نوع اخر من الخوف والتي تمارسه الحكومات علي شعوبها ونجده في الدول الديمقراطيه والديكتاتوريه علي السواء ......

فمن خلال التخويف من الرعب الاحمر المتمثل في الشيوعيه وجعله هاجس مرعب للمواطن الغربي كان يتم تنفيذ السياسات العليا للحكومات الغربيه وسهولة انقياد الجماهير المذعوره لاهدافها ...

ومثلما اغلبنا يعلم... فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتهاوي الشيوعيه , قرر العالم الغربي اختيار الاسلام كعدو بديل للشيوعيه حيث اطلق عليه الارهاب الاسلامي لادارة آلة الرعب الجهنمية وبث الرعب والذعر في المواطن الغربي العادي لتجعله مجرد ترس في تلك الاله ينفذ سياسه عليا مخطط لها دون تفكير , وقد وجدنا استغلال هذا الخوف في الانفاق السخي علي مشاريع الحرب وفي تقييد الحريات العامه والتي طالما كان يفخر بها المواطن الغربي

طبعا بالنسبه للنظم الديكتاتوريه فاستغلال الخوف في تمرير القوانين والاجراءات القمعية ركيزه اساسيه عند تلك النظم ,بل هو السبب الوحيد احيانا لجثومها علي انفاس شعوبها لفترة طويله بحجة حماية الشعب من الاعداء المتربصين في الداخل والخارج.. لذا نجد تهمة قلب نظام الحكم احد التهم الجاهزه دائما في جعبتها

اخيرا

يظل بالنسبة لي الخوف من المستقبل ومن فقد او فراق اناس عزيزين هو الهاجس الاكبر اثاره لخوفي وربما لخوف الكثيرين ... لذا ادعو الله دائما ان يمنحني الطمأنينه والسكينه والرضا والا يحمل المستقبل مزيد من الالم

وقبل ان انهي الموضوع اطرح عليكم سؤال ..... ما هي الاشياء التي تبث الخوف في قلوبكم ؟



الأربعاء، 16 يوليو 2008

اشباح الماضي

استضافة الملف بواسطة مركزعين الذيب  لتحميل الصور والملفات

طالما وصف الحب الاول بأنه وهم كبير تصنعه خيالاتنا نتيجة لتلك الرغبه المحمومه الموجوده في اعماق كل انسان ان يحب ويقابل حبه بحب وان تشتعل مشاعره بعواطف جياشه يتبادلها مع آخر . لكن غالبا ما تخبو جذوة تلك المشاعر بعد فتره وجيزه , لكنها عند البعض تكون اشبه بجمر مشتعل تحت الرماد حتي بعد الفراق تخلف لذة والم من نوع خاص ..

لذه تشبه تلك المتعه التي نحس بها عند تذوق شئ لاول مره , فرغم اننا قد نأكل هذا الشئ مئات المرات بعد ذلك فان ذكري تذوق هذا الشئ لأول مره في افواهنا يظل محفورا في الذاكره ... بينما يجئ الآلم من اشكالية الفاكهه المحرمه , فبما ان اغلب قصص الحب الاول لا تكتمل فانها تترك في النفس الم ورغبه ووهم يظل يؤرقنا ويطرح هذا السؤال العبثي .. ماذا لو اكتملت الحكايه ؟؟؟
استضافة الملف بواسطة مركزعين الذيب  لتحميل الصور والملفات

تنهيده عميقه زفرتها هبه وهي تتابع ذلك البرنامج الاذاعي الذي كان يدور نقاشه حول الحب الاول , وقد احست فجأه انه اومض فلاش خاطف في تلك المنطقه المعتمه من قلبها , والتي حاولت خلال الشهور الماضيه منذ موافقتها علي الاقتران بعصام ان تبعد اليها رفات حبها الاول والتي لم تعطي حتي فرصه لتشييعه الاخير

فيض مشاعر واحاسيس مختلطه اخذت تتأجج وتتصارع داخلها .. مشاعر حنين وافتقاد لذلك الذي رحل حتي دون ان يكترث بحق كل تلك المشاعر النبيله والصادقه التي نمت في وجدانها له ان يمنحها كلمة وداع ... و احساس موجع لاقص درجه بوخز الضمير لأنها تركت ذكري حبها القديم تحتل تفكيرها ولو لبعض الوقت..

ان عصام زوجها - والتي لم يمر علي زواجهما سوي اشهر قليله - انسان نبيل بكل ما تحمله الكلمه من معني ..
فقد رفض ان تحكي له اي تفاصيل عن حبها القديم وقد وعدها وبر بوعده انه لن يحاول العبث بصندوق مشاعرها المغلق والذي يحوي كل ما يتعلق بالماضي ..

لكن كانت سماحته تلك توجعها اكثر وتزيد من مشاعرها السلبيه تجاه نفسها, فتري في نظراته التي تفيض بالحب والحنان نظرات شك واتهام كرغبة منها في جلد ذاتها واحتكارها ومعاقبتها بتهمة الخيانه حتي وان كانت خيانه علي مستوي الافكار والمشاعر والاحاسيس ..

وطالما أرقها سؤال زاد في معاناتها .. ان زوجها فارس نبيل حقا وهو يمنحها فيض من المشاعر الدافئه التي يمكنها ان تمنح الحياه والنبض للصخر ذاته ..لكن لماذا مشاعرها تجاهه لم تتعدي حتي هذه اللحظه شعور الامتنان والتقدير .. هل اوصد مصطفي قبل ان يرحل قلبها للابد امام اي حب جديد وقد فشل عصام في اقتحام تلك الحواجز الجليديه التي شيدتها حول مشاعرها كرد فعل طبيعي لقصة حبها الفاشله ام انه نتيجة لطبيعة عمله فهو يتركها وحيده لفترات طويله تصارع الملل والسأم واشباح الماضي التي تجد في وحدتها فرصتها للعبث معها والحيلوله دون نمو بذره الحب له في اعماق وجدانها

شلال من العرق البارد اخذ ينهمر من جسد هبه بفعل الجو الخانق التي ترزح تحته الغرفه مع تعطل المكيف وقد فشلت النافذه المشرعه ان تستقبل اي نسمه من نسمات الصيف الليليه وكأن الهواء تأمر مع الصمت والسكون لزيادة احساسها بالضجر والسأم ..لاسيما ان عصام اليوم في احد النبوتجيات الليليه والذي يضطرها اليه عمله في كثير من الاوقات..

حاولت طرد تلك الافكار العابثه وادارت مؤشر المذياع حتي استوقفها صوت فيروز وهي تشدو باحدي اغانيها المحببه لها " أنا وشادي... غنينا سوى لعبنا على التلج ... ركضنا بالهوى اكتبنا عالحجار ... قصص صغار ولوّحنا الهوى " تسافر مع كلمات الاغنيه . وتبحر مع قارب الذكريات ثانيه دون ان تشعر .. لتتذكر مواقفها الطفوليه البريئه معه فمصطفي كان رفيق المدرسه الابتدائيه وهي كانت مولعه بمشاكسته واثارة غضبه دائما ردا علي استخفافه بها واتهامه لها دائما بانها فتاه مغروره ومدلله .. وقد باعدت بينهما الايام لتجمعهما الاقدار في صدفه غريبه ...

رنين الجوال يستعيدها من بحر الذكريات وكان عصام هو المتصل .. يطلب منها فتح حاسبه النقال لارسال بعض الملفات الهامه اليه عبر البريد الاليكتروني .. وقبل ان يغلق الخط يرسل اليها قبله دافئه وكلمة احبك ..

علت وجهها ابتسامه ممزوجه بالمراره فهو لا يكف عن منحها من حبه ومشاعرها الدافئه رغم الفتور التي تقابل به دائما مشاعره الدافقه ..

قبل ان تغلق الحاسب التمعت عيناها ببريق فكره , لقد مرت شهور منذ اخر مره فتحت بريدها الاكتروني وبالتاكيد هناك الكثير من الرسائل التي ارسلت اليها من صديقاتها خلال تلك الفتره , وهي فرصه ذهبيه لازاحة الملل والسأم والذي صار مع هذا الجو الحار الرطب فكي كماشه يقوداها للجنون ..

باصابع من لهفه داعبت ازرار لوحة المفاتيح , وقد تمتمت في رجاء الا يكون حساب بريدها قد اغلق .. لتعلو وجهها تعابير فرح طفولي بعد ان وجدت ان حسابها مازل يعمل وقد ولجت الي صندوق البريد الخاص بها بعد كتابة كلمة السر الخاصه بها وقد اندهشت انها مازالت تتذكرها

في ترقب اخذت تقرأ عنواين الرسايل وكانت اغلبها تهنئه لها بمناسبة عقد قرانها ..

فجأه ارتعشت يديها وتلاحقت انفاسها وقد احست وكأن قلبها توقف تماما عن الخفقان فقد تسمرت عينيها علي رساله بعنوان هام جدا ولم يكن عنوان الرساله هو ما اثار اضطرابها بل لأن الرساله كانت من مصطفي ..

بدأت هبه في قراءة الرساله بينما كل عصب من جسدها ينتفض من فرط الحيره والقلق والترقب

" انا محمود شقيق مصطفي ولقد طلب مني مصطفي ان ارسل لكي تلك الرساله .. والتي ستعرفين سبب ارسالها عندما تقرأين تلك المذكرات التي كتبها مصطفي وطلب مني ان ارسلها اليك , واتركك الان مع ما كتبه في مذكراته ..

استضافة الملف بواسطة مركزعين الذيب  لتحميل الصور والملفات

نحن لا نختار اقدارنا , فاقدارنا تسطر علي جباهنا مع نفخة الروح داخل الجسد ..

فمثلما نحن لانختار اللحظه التي تفارق فيه الروح الجسد مع سكرات الموت , فاننا لانختار متي وكيف يخفق قلبنا بالحب لاول مره

لطالما حرصت الا اقع في الحب لاني كنت ادرك تماما انه ليس من حقي , فالحب بالنسبة لي تابو محرم لا يجوز الاقتراب منه فنتيجة لعيب خلقي في القلب ولدت به صار الالم رفيق دربي التي يأبي ان يفارقني وصار شبح الموت علي موعد انتظار دائم معي , ولاني انسان ربما تكون مشكلته انه يحمل فائض من المشاعر والاحاسيس المسجونه داخل جدران الصمت

فقد حاولت ان ابحث عن صديق ربما يساعدني ان اتحرر من تلك الجدران الجليديه التي صارت تسكني لكن حتي هذه المحاولات فشلت فيها, فاصبحت اشبه بمن يمتطي قاربه وحيدا وسط بحر هائج ليس له نهايه منتهي امله ان يجد وجه بشري يانس بوجوده

لا اعلم هل الاقدار ارسلت صدفة لقائي بها للتخفيف عني ام لتزيد من عذاباتي..

كانت ليلة ممطره بدرجه ربما لم تحدث منذ فتره طويله , وكنت حينها انتظر الحافله علي مقعد المحطه حتي لاحظت فتاه مقبلة نحوي ثم مالبثت ان جلست بجواري , كانت ترتدي ملابس خفيفه وقد اخذت تسعل وهي ترتعد من شدة البرد ., اختلست نظره خاطفه لوجهها جعلتني اشعر بمشاعر واحاسيس غريبه , وكأني قابلتها او اعرفها من قبل مما اوجد لدي رغبه جامحه ان اتحدث اليها ولم يكن ذلك بدافع فضول رجل يريد ان يتعرف لفتاه بل كانت هناك قوة خفيه تجذبني اليها ..


استضافة الملف بواسطة مركزعين الذيب  لتحميل الصور والملفات
سألتها في محاوله لالتقاط بداية خيط حديث عن الجهه التي تعزم التوجه اليها , كانت متحفظه في الرد في بداية الامر وان كنت فهمت منها انها تقطن في نفس الشارع التي يقع فيه منزلي , ثم حدث شئ غير متوقع فبينما هي تفتح حقيبتها وتبحث عن كيس المناديل الورقي اذ بصوره صغيره تسقط منها علي الارض , اسرعت بمساعدتها في التقاطها , كانت صورة طفله وقد احسست اني رايتها من قبل , ثم علت وجهي ابتسامه ادهشتها فقد تذكرت ...
انها هبه الطفله المشاغبه ورفيقة الفصل في المدرسه الابتدائيه , حاولت ان اساعدها في التذكر من خلال تعريفها بنفسي , وبالفعل لم يمضي وقت حتي وجدت وجهها يتهلل باسارير فرح طفولي لم اتوقعها ..
كانت تلك البدايه فحسب في لقائي بهبه رفيقة الدراسه التي جمعني بها القدر ثانيه في مصادفه حملت الكثير من السعاده والكثير جدا من الالم

تعددت محادثتنا فيما بعد عبر الشبكه العنكبوتيه ارتدي كل منا قناع الصداقه متجاهلين ما اخذ ينمو في الصدور , كنت اتحاشي اي عباره توحي بمشاعري الحقيقيه , لكن بعض فلتات اللسان نتيجة اللهفه كانت تفضح ما يستتر تحت رداء الصداقه , كنت بالتاكيد ادرك ان ما احمله لهبه يفوق اي شكل معروف للصداقه وان كنت لم اعترف بعد امام نفسي بذلك . كان شكل من المشاعر الانسانيه عجزت عن توصيفه او ربما خشيتي من فقدان صداقتها جعلني اتعلل بان طبيعة مشاعري هي مشكلتي وحدي ولا ذنب لها فيها ..
لكن يبدو ان لعنة السحر لم تصبني وحدي , فقد اكتشف ان هبه تبادلني مشاعري , ليسقط قناع الصداقه من علي وجهينا فجأه دون اي استعداد لذلك , لنسقط سويا في فخ الاعترافات المتبادله بالحب , كانت تلك الاعترافات ربما في ظروف مختلفه تجعني احلق من فرط السعاده , لكن ما اظهرته تلك الاعترافات لي اني ارتكبت جريمه حقيقيه عندما تركتها تهوي في شراك حب مستحيل مع انسان ينتظر موعد مع الموت , وصار حتي الاعتراف لها باني اخطأت في حقها عندما تركت بذرة الحب تنمو في قلبها امر عبثي ..

لم اكن علي استعداد ان اتركها تلعب دور البطوله في مسرحيه عبثيه تحت دعاوي التضحيه الحمقاء خاصة وقد قاربت الستاره ان تسدل للابد ...كما اني خدعتها عندما اخفيت عنها حقيقة مرضي وصار حتي دور الاستشهاد والتضحيه من اجل سعاده الحبيب شرف لا استحقه

لذا كان قراري ان ابتعد دون اي مقدمات , نعم اعلم ان تصرفي هذا يحمل الكثير من القسوة لها لكني كنت اجد السلوي ان قراري هذا يشبه مفعول الدواء المر التي يجب ان تتجرعه ومثلما كنت سبب سقمها كان علي التزام ان اداوي ما سببته لها من عذاب , رغم ان في بعض الاحيان كنت الوم نفسي مع تصوري انه ربما يكون الدواء اكثر وجعا من الداء نفسه ..

- مع ابتعادي عنها اخذت حالتي الصحيه تتدهور اكثر , ربما لان رغبتي في الحياه اخذت تتلاشي ..

- اصر اخي اليوم ان ارافقه للطبيب وهو طبيب فرنسي كان زائر لمصر وهو متخصص في جراحات القلب المفتوح وقد اخبرنا ان هناك عملية ممكن اجرائها لكن نسبه نجاحها 10% ...

- قررت اجراء العمليه فحتي الموت ارحم بكثير من معاناة ان تموت كل يوم اكثر من مره مع عذابات المرض ووجع الفراق والوحده مع اشباح الماضي

- اليوم ساجري العمليه وقد طلبت من اخي ان يرسل تلك المذكرات لهبه في حاله واحده ان فشلت العمليه , وكل ما اطلبه منها ان تسامحني وتطلب لي المغفره "

شهقت هبه من الالم وقد اخذتها نوبة نحيب هيستريه مع قرائتها اخر سطور الرساله , وقد احست برعدة صقيع وارتعاش تجتاح كل جسدها , وبصعوبه نهضت من مكانها بعد ان اغلقت الحاسوب وبخطوات متثاقله اتجهت الي السرير لكنها شعرت ان الارض تميد بها ثم مالبثت ان سقطت فاقده الوعي ..

جسم بارد يلامس جبهتها , تفتح جفنيها في تثاقل , صوره مشوشه تتضح رويدا رويدا , طالعتها ابتسامه حانيه من عصام الذي كان يبدل قطعة القماش المبلله علي جبينها من اجل خفض حرارة جسدها التي كان يلتهب من الحمي , وما ان انتبه انها افاقت حتي بادرها في لهفه

كده ترعبيني عليكي , انا لما لقيتك مغمي عليكي كنت اموت من الخوف عليكي

احست ان كلماته لاول مره تلمس قلبها , لم يكن هو ذات شعور الامتنان التي كانت تشعر به قبل ذلك , بل مشاعر مختلفه تماما لا تستطيع الان توصيفها ,, لقد ادهشها هذا التحول التي حدث في مشاعرها , نعم مشاعرها لمصطفي لم تموت خاصة بعد ان عرفت ان انسحابه من حياتها كان نبل منه ولم يكن يتلاعب بمشاعرها كما تصورت في بعض الاوقات لكن معرفتها الحقيقه بدد الوهم الكبير التي كانت تعيش فيه تحت خرافة الحب الاول , لتتحول مشاعرها لنوع من الاعزاز والتقدير لانسان نبيل لم يريد ان تتعذب من اجله , وربما حتي بقايا حب عليها الان ان تشيعها لمقبرة الذكريات ..

وقد احست فقط الان ان بذرة الحب لعصام قد تمكنت ان تقاوم وقد اخذت طريقها للنمو في قلبها..
مع مرور كل تلك الخواطر في عقلها احست بابتسامه حب واعزاز تشق طريقها لشفتيها , ثم مالبثت ان امسكت بيديه التي كانت تستعد لوضع قطعة القماش المبلله محل تلك التي جفت , وقامت باحتضان يديه ولثمها كتعبير عن مشاعر بدت وكأنها طفت دون مقدمات علي سطح وجدانها فقد ارادت لاول مره ان تخبره انها حقا تحبه..
, لكنه رغم اندهاشه الشديد لم يظهر مفاجأته لتصرفها غير المتوقع وواصل حديثه والذي اخذ طابع المداعبه وهو ينبئها بمفاجاه لم تتوقعها ..

عاوزه عتريس ولا ام سحلول

تطلعت الي وجهه في دهشه في محاوله لقراءة ما تظهره تعابيره عن ما يقصده من كلامه

لتصطدم عينيها بابتسامة التاكيد علي كلامه قد ارتسمت علي ملامح وجهه

ايوه الدكتور قال انك حامل في شهرين , تحبي تسميه ايه بقي

طفقت عينيها بالدموع وقد احست ان دموعها تلك قد نفذت الي قلبها وروحها وقد غسلتها من كل رواسب الماضي ثم قالت له وصوتها يختنق تحت وطأة الفرح والدموع

اسميها ... منه ..

طيب لو ولد .عاد يسألها مداعبا...

لم تجبه , لكنها اجابت في اعماقها ولد او بنت فهي بالتأكيد ستكون اجمل منه من الله

استضافة الملف بواسطة مركزعين الذيب  لتحميل الصور والملفات

الخميس، 10 يوليو 2008

نبضات


معك تذوب ابتساماتي في قاع كاس الألم
ارتشف منه ارتشافي الأخير

تنزف اصابعي علي لوحة المفاتيح من فرط الترقب
تضطرب خفقات قلبي ارتعاشا واشتياقا

تهاجمني جيوش الاحتمالات
فهل تحسيني سيدتي حقا
أم صار إيلامي مع قهوة الصباح عادة يومية


********


اتنفس حروف اسمك المبعثرة علي اوراقي
تتجسد عبرها ملامحك
المحك عينيك تبتسم في لؤم طفولي

تسخر من حمقي ومن غبائي
ان كنت تريدي ان ترحلي عن عالمي فارحلي
لكن قبل ذلك ........

****
علميني كيف اخنق انفاسك بين ضلوعي
وانتزع نبضك من شراييني
علميني كيف ابدل ذاكرتي
وامحو ملامحك داخلها
علميني كيف ادفع عني اطيافك
التي تتلصص في لؤم الي احلامي

علميني كيف يكف القلب عن نبضاته.......

الجمعة، 4 يوليو 2008

تسقط الدراسة وتحيا الاجازة "2"



بناء علي طلب الجماهير نواصل تكمله المذكرات " مع ان محدش قللي كملها بس بتلكك" طبعا احب اشير ثانيه اني نزلت البوست ده زمان لكني الان اعيد تنزيله مع كثير من التعديلات


وكما يقال يوم الامتحان يكرم المرء او يهان قررت مدرسة اللغة العربية في سنة اولي عمل امتحان املاء وجون وجون وجون , نشنت يا فالح طبعا هنا الفهلوة لن تجدي نفعا خاصة ان صاحبكم يكتب اسمه بالعافيه , وكما متوقع كانت نتيجة الاملاء فضيحة بكل المقاييس " الحمدلله مخدتش صفر بلاش سوء الظن ده فقد حصلت علي 3 من عشرة مع عصيتين وصاية " يعني ختدلي عصيتين مكافاة ليا علي نبوغي , طبعا الضرب للجدعان لكن اللذي لم يكن في الحسبان تماما هو اصرار ابله دولت " اسم مدرسة الفصل " علي توقيع ولي الامر علي الاملاء " متقولش نتيجة اللسيانس " يعني مش كفاية الفضايح في الفصل لا عاوزة الفضيحة تبقي علي الستلايت ووكالات الانباء , انا قلت اتقاء للفضايح نجرب بعض الفهلوة وقد كان ..


, طبعا ابله دولت واضح انها كانت سعيدة جدا وهي تعلم علي الغلطات باللون الاحمر فكانت الكراسة اشبه بصينية من الكعك فكان من الضروري البحث عن مخرج لمأزق توقيع ولي الامر هذا ," ممكن حد من حضراتكم يقولي امضي انت , طبعا ده كان فوق مستوي نبوغي وكمان لو الموضوع انكشف اتبقي قضية تزوير في اوراق مدرسية وكما قال احد المخبرين الجريمة لا تفيد " وتفتق ذهني " تفتق دي ملهاش دعوة بالمفتقة خالص " عن فكرة استخدام الاستيكة " كان الكتالوج بتاع الاستعمال بتاعها بيقول انها بتمسح الجاف " في ازالة اثار العدوان وازالة الغلطات الحمراء وتمت العملية بنجاح منقطع النظير لكن حصل سهو بسيط جدا وهذا طبيعي في اي عملية كبيرة ومعقدة حيث تركت التلاتة من عشرة كما هي " يا سلام " طبعا حصلت علي وصلة "تهزيق "محترمة "واتجرست " يعني اتفضحت وهذه كلمة غير معروفة المصدر وجاري البحث عن مصدرها " علي مستوي الجيران لكن ربنا ستر لم يلاحظ احد ما قمت به وكانت هذه اول عملية اقوم بها من هذا النوع والاخيرة ايضا , وتعلمت اني يجب إن اقلل من الفهلوة واهتم اكثر بالمذاكرة والاملاء



للغش سبع فوائد حتي اسألوا الابله المراقبه



يجئ الطالب من الامتحان اخر انشكاح , فتستبشر والدته خيرا , وبسذاجة من لا يعلم كيف تدار منظومة التعليم في مصر تسأله .. الامتحان كان سهل ؟؟؟؟ ليرد وبراءة الاطفال في عينيه ومازال هو تحت تأثير حالة الانشكاح ..لا غشينا يا ماما



المشهد ده يصور ببساطه حالة الغش الجماعي المتفشي في التعليم عندنا , واتباعا للنظريه الميكافيليه فالغاية تبرر الوسيله , وبما ان الغايه اكيد نبيله " انه ينجح ويتخرج وربنا يكرمه ويلاقي مكان فاضي في القهوه اللي جمب بيتهم " فمش مشكله يغش ......



طبعا في ناس زي حالاتي كده في منتهي الخيابه , طبعا بالنسبه للغش , يعني لو فكروا يغشوا , يبقوا عاملين زي الكتكوت اللي وقع في بلاعه " ايه التشبيه المقرف ده " او تلاقيهم عاملين زي الحرامي اللي نسي بطاقته في مكان الجريمه لتسهيل القبض عليه ..



لذا كان الامتناع عن الغش .. مجبر اخاك لا بطل !!



لكن اللي كان يحصل في لجان الامتحان خاصه في المرحله الابتدائيه بمثابة تحريض صريح علي الغش



في لجنة الامتحان



لان مراقبة اللجنه تؤمن بالمثل اللي بيقولك " اعمل الخير وارميه البحر , تقرر الابله المراقيه مساعده الطلبه الغلابه وتغشيشهم , هي طبعا بتبقي حاسه انها بتقدم خدمه حليله للانسانيه المعذبه , بس طبعا من الاسباب الخفيه لهذا الكرم التغشيشي , ان في طالب او اكتر متوصي عليهم توصيه جامده , فهي ذر للرماد ومنع القيل والقال تقوم بتغشيش باقي الطلبه فوق البيعه

لكن من الاشياء المحيره ان المراقبه الفاضله كانت تتبع نظريه عجيبه في التغشيش , هي ان الطالب الذي يجلس في اول دكه هو بالتاكيد اكثر الطلبه نبوغا ويصير هو المرجع التغشيشي لباقي الطلبه , مع ان الجلوس في اللجنه يتبع ارقام الجلوس وترتيب الحروف الابجديه , بس تقول ايه , كل واحد ليه عقله مريحه ..

فاحيانا يكون هذا النابغه المختار" لامؤخذه حمار" ورغم هذا تصر المراقبه المبجله علي اننا يجب ان ننقل اجابات هذا العبقري الي اوراق اجابتنا والا الويل والثبور وعظائم الامور علي من يخالف اوامر سيادتها ..

طبعا العبدلله دماغه ناشفه ولو كنت مقتنع بحاجه يبقي خلاص ولو جبتلي وزير التعليم نفسه , فعشان كده كانت ترمقني بنظرات ناريه " هههههه شفتم ناريه دي لسه غشسها من روايه قرتها "






انتظروا التكملة
users online